روايات

رواية غمرة عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء الثالث والثلاثون

رواية غمرة عشقك البارت الثالث والثلاثون

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة الثالثة والثلاثون

تمايلت في نومها ورفعت يدها تلقائياً لتلامس ذراع
صلبه جوارها….. عقدت حاجبيها وهي تفتح عينيها
ببطىء…… وعيناها على من ينام جوارها منبطح على
بطنه ومولي وجهه للناحية الاخرى… بينما جسده الضخم يكاد ياخذ معظم ساحة السرير بينما هي نائمة جواره كعصفور منكمش صغير…….
بللت شفتيها وهي تستوعب ماحدث لليلة أمس…
زحفت الحمرة لوجنتها وهي تغمض عينيها هائمة
وقلبها يخفق بسعادة غير منتهيه…. ليلة أمس كانت تبحر معه بانسياب……. كم كان حنون هادئ متفهم لوضعها سواء خوفها او انعدام الخبرة لديها…….
كان يحاول بكل الطرق ان يجعلها تشعر باللذة في احضانه….. رفعها للسماء…. مشاعر غريبة جميلة
متعبه…… تعب مقبول !!…….. فهي بين يداه كانت تلمس قطعه من السماء……
لمسته المتلهفة لها……. ملامست كل جزء
بجسدها…. شفتيه التي كانت تسير بحرية على بشرتها تشعلها وتيقظ رغبات كانت كامنة بداخلها….. ملامست جسده مع جسدها الامر يشقي ويروي في ان واحد…… حتى عناقه…
آآه من عناقه….نومها بين ذراعيه…..هو افضل شعور حصلت عليه طوال حياتها….. كل شيءٍ حدث جميل حلم وردي أقرب للكمال…….
بلعت ريقها وذكرى لليلة امس تداهم عقلها……متذكره أكثر حينما انتهت من تلك الجولة الحميمية تعبت كثيراً وتالمت كاي عروس حديثة الجماع……
وقتها حملها بين ذراعيه بحنان واجلسها بماء دافئ
وظل معها حتى تحسنت وسكن الألم…… تتذكر
أمس جيداً انها كانت لا تقوي على الوقوف وهو
من ساعدها في ارتداء ملابسها وحملها للفراش ونام هو وهي في احضان بعضهما بعد وصله من
الاحاديث الغير منتهيه…….
تنهدت بنعومة وهي تميل على جنبها وتتحسس ذراعه القوي بحنان ورقه…….همست بصوتٍ
ناعم….
“ابراهيم……….حبيبي………هيما……”
ادرار وجهه بانزعاج وهو يفتح جفونه بصعوبة…..ابتسمت سمر بخجل وهي تداعب شعره باصابعها الطويلة بدلال كما لو كانت تيقظ طفلها الصغير…..
“صباح الخير……”قالها إبراهيم وهو يعتدل في نومه
لينام على جانبه مثلها وجهه مقابل وجهها….
احاط خصرها بيده وهو يقرب جسدها منه… ثم
مالى عليها وداعب انفها بانفه بحب وهو يسالها برفق…..
“لسه تعبانه………”
هزت راسها وهي تبتسم بحرج…..اضاف ابراهيم وهو يلمس بيده شعرها الاسود الغجري بشوق…..
“متاكده انك مش تعبانه….”
اسبلت جفنيها بخجل وهي تعلم ان السؤال خلفه متطلبات زوجية……..
ربما ستكون وقحة ان صارحت نفسها انها احبت الأمر اكثر مما ظنت !!……
لعقت شفتيها امام عيناه الجائعة… ثم قالت بنعومة…..
“انا كويسة……..”
قرب راسه من شفتيها والتقطها بين شفتيه بدون اضافة كلمة أخرى… وظل يقبلها بحنان ويداه
تسير بحرية على منحنياتها البارزة الشهية……
اغمضت سمر عينيها بضعف…….وجسدها باكمله
يحترق باحضانه…
بعد مدة قليلة خرجت من الغرفة بعد ان اخذت
حمام بارد وارتدت فستان أبيض انيق مطبع بالورود الحمراء قصير يصل لقبل ركبتها….و كاشف أيضاً عن الخصر في شق واسع في احد الجوانب….. اطلقت شعرها الغجري على ظهرها بجمال مزينة إياه
بمشبك للشعر
على شكل فيونكه حمراء تتدلى للخلف معه……
واضافت القليل من الزينة على وجهها مضيفة على شفتيها السخية حمرة قرمزية تهلك عيون الحبيب
حينما فقط يبصرها……
تاملت المطبخ لبرهة بابتسامة ناصعه… مملكتها تلك
مطبخها الواسع الأنيق المجهز باحدث الأشياء سواء في ديكور او الفرش ومعدات الطهي….
اتجهت اليه بتغنج وهي تدندن باحد الاغاني الرومانسية……. فتحت الثلاجة وبدات باعداد
الفطور….. وهي مزالت تدندن بنعومة وقدميها
الحافية تخطو برشاقة في انحاء المطبخ…..
وقف عند عتبة باب المطبخ كان يتاملها بحب
وعيناه تسير عليها بلهفةٍ….وقلبه يخفق مع كل خطوة تخطوها وكل جملة تخرج منها ملحنة بصوتها……..
ابتسمت بدلال وهي تبدأ بتقطيع الخيار على
القطاعه الخشبية……قائلة وهي توليه ظهرها…
“هتفضل تبص كده كتير…. مش هتيجي تساعدني……..”
توسعت الابتسامة هلى محياه وهو يقترب
منها….
“مساعده من اول يوم جواز كده…… انتي دخله
على طمع…..”
اغمضت عينيها واخرجت تنهيدة حارة بعد ان
وجدته يعانق خصرها من الخلف بذراعه ووضع
كفه الكبير على كفها مغطي اياه بهيمنة وهو
يقول بصوت أجش….
“تحبي اساعدك إزاي……”
بلعت ريقها وهي تحاول محو الارتباك والخجل امامه ونقطة الضعف التي ينهار جسدها عندها حين يقترب………
“انت و شاطرتك…….”
مالى على عنقها ولفحها بانفاسه الساخنه
قائلاً بصوتٍ أجش……
“ممكن اقطع معاكي….. انا شاطر اوي في
الحاجات دي…….”
ابتسمت وهي مزالت واقفه مكانها وهو يعانقها
من الخلف بحنان…….
“كده هتعطلني………….إبراهيم…..”
وجدته يقترب من عنقها اكثر مقبلها بحرارة
وتأني…..ويده تحرك السكين معها مقطع ثمرة
الخيار شرائح……..همست سمر بضعف…..
“كده الفطار مش هيخلص…….”
ابعد شفتيه قليلاً ثم همسا فوق بشرة عنقها
الشهية….
“مش مهم ياشبح……كده كدا هيخلص…….”
تركت السكينة من يدها….واستدارت إليه بدلال واحاطت عنقه بيداها قائلة بصوتٍ متغناج….
“انت عايز اي بظبط…….”
مرر يده على وجنتها وقرصها برفق قائلا
باشتياق…..
“عايزك تفضلي في حضني طول الوقت….انا
حساس اني لسه مشبعتش منك ياسمر…….”
اخبرته سمر بحب…..وهي تطبع قبله على شفتيه الحادة……
“ولا انا ياحبيبي…..لحد دلوقتي بحاول استوعب
اني بقيت معاك……..”
سالها وهو ينظر لعيناها المحببة لقلبه…….
“لدرجادي كان مستحيل…..”
سار خطٍ رفيع من الحزن بداخل عينيها
البراقة……
“آآه….. بعدك عني كان اكتر حاجة وجعاني…. خصوصاً لما قررت تجوز غيري…….”
تحسس بشرة خصرها المكشوفة والتي كانت تحت يده مباشرة…..وقال وهو ينظر لملامحها بلوعة…..
“تفتكري كنت هقدر اكمل المشوار للآخر….انا فركشت يوم الخطوبة ياسمر…… في اكتر من كده اثبات اني بحبك…… اني مش قادر اكون مع حد غيرك……..”
تحسست وجنته وهي تحدثه برفق وعذاب
عاشقة……..
“يمكن دي الحاجة اللي خلتني اسامح… انك جيت يابراهيم…….”
نظر لعينيها بقوة قائلا بجدية….
“كنت هاجي….. بهبة او من غيرها كنت هاجي… انا وانتي عارفين كده كويس…….”
محق هي تفهمه اكثر من نفسه وهو كذلك… يفهمان بعد حد الغباء لذلك لم تقتنع يوماً انه سيحب
غيرها او يتاقلم على الحياة دونها وهو كذلك
الأمر…….. هناك شيءٍ عميق بينهما قد تعدى
مرحلة العشق……
تاملها ابراهيم في شرودها بثوبها وحلاوة طلتها اليوم فكانت متفتحه ومتوردة بشكلاً ملحوظ
وعيونها السوداء تلمع ببريق السعادة والرضا…
نظر لشفتيها القرمزية وابتلع ريقه قائلاً بعبث..
“مفيش حاجة تحت الحساب ياشبح…. اي
حاجة لحد ما تعملنا الفطار…….”
قالت سمر بهيمنة أمرأه……
“احنا هنعمله سوا…. كمل تقطيع على ما عمل الاومليت……..” ابتعدت عنه بدلال نحو الموقد..
بدأ ابراهيم بتقطيع الخضار وهو يخبرها
بعد مدة….. بهدوء…
“على فكرة…… اهلك واهلي هيبقوا هنا على
العصر……عشان يباركولنا……..”
اومات براسها بتفهم قائلة باقتراح….
“تحب اعمل غدى…….”
اخبرها باختصار….
“قولتلهم….. قالوا انهم هايجوا بعد الغدا…. حتى
امك قالت نفس الكلام……”
حركت كتفيها مضيفة……
“خلاص جاتو وحاجة ساقعه مش كده…….”
قال ابراهيم بفتور….
“التلاجه عندك فيها كل حاجة ولو في حاجة ناقصه قوليلي وانا نازل اجبها…… تمام……”
سالته بهدوء…..
“هو انت هتنزل…….”
اخبرها بنبرة عادية….
“هنزل اصلي…… الضهر هيأذن كمان ساعة…..”
سالته وهي تنظر اليه…..
“هو انت واخد اجازة قد إيه……”
اجابها بايجاز…..”أسبوع………”
اخرجت همهمة بسيطة فاضاف ابراهيم بمناكفة…
“اسبوع بحاله لحد ما تزهقي مني……”
قالت بنبرة حانية ناعمة…..
“لو قعدت العمرة كله معايا عمري ما هزهق منك
ولو للحظة……”
رد بحرارة ملموسه بصوته…..
“ولا انا………… ولا انا ياسمر…….”
اهدته قبلة في الهواء وهي تدير راسها للطعام الذي يطهو على الموقد…….
ابتسم بحب وهو يتامل ظهرها ورشاقة جسدها و وقفتها الانيقة وذاك الشق الوسع الذي يكشف جزء من بشرتها عند الخصر….. بلع ريقه وهو يدير راسه
ليتابع ما يفعله…..
شهية تلك المرأة بدرجة تجعله يشتهي قربها طول الوقت….. تفتعل الفوضى بداخله بنظرة… بهمسة
بلمسة…. تؤثر به بشكلاً لا يصدق……..
وضعت الطعام على السفرة الانيقة وتشاركا وجبة الافطار معاً جوار بعضهما…… رفع ابراهيم لقمة
بجبنة الى فمها قائلا بهدوء…..
“افتح بؤك ياشبح……”
ابتسمت وهي تنظر له ثم للقمة….
“اي الدلع ده…. هاخد على كده…..”
لوى شفتيه من زاوية واحده بمكر بينما هي فتحت فمها فوجدته يعيد اللقمة لفمه بسماجة….
رفعت حاجباً شريراً وهي تقول بغيظ….
“والله….يابراهيم…. هي دي الرومانسية….”
قلب شفتيه وسالها ببراءة…..
“هي الرومانسيه ان انا اللي أأكلك…..”
مطت شفتيها ولم ترد عليه….. ابتسم وهو يسحب الكرسي الجالسه عليه بقوة لعنده… شهقت وهي تنظر اليه بغيظ…… لتجده يرفع لقمة جديدة عند فمها ضيقت عينيها بتشكيك فنظر لها ببراءة حانية…
قائلاً بصوتٍ رومانسياً….
“طب افتحي بؤك ياحبيبتي……..”
مطت شفتيها بشك ولكن امام نظراته فتحت
فمها باستسلام….. وضع ابراهيم اللقمة بفمها
وبعدها غاص بشفتيه بثغرها…..
اغمضت عينيها بضعف وهي تجده يسحبها لاحضانه
كي تجلس على حجره ويتعمق اكثر بقبلتهما الشهية وفتات العيش يذوب بين كلاهما…وقد انصهر اسفل حرارة شفتاهما………
فصل القبلة وهو يبتلع مالذا من فمها… ثم قال من بين انفاسه اللهثة…..
“بذمتك ياشبح في رومانسية احلى من كدة…”
اغمضت سمر عينيها وهي تخفي راسها في عنقه
فقال وهو يحملها على ذراعه متجه بها لغرفة نومهم…….
“تعالي نكمل الفطار جوا……”
ضحكت بدلال وهي تدفن وجهها المحمر في عنقه
اكثر مكتفيه بضحكة… وهزه بسيطة من راسها بالموافقة على طلبه……….فهو يمنحها شعور لا
يقاوم بقربه فكيف ترفض وهي تحب هذا الشعور
كما يحبها هو…..
………………………………………………………….
دخلت والدته وشقيقتيه الاثنين… ووالدتها
أيضا صالون الشقه….جلس الجميع بعد ترحيب ابراهيم بهم…….
سألت زينب عن ابنتها بقلق الأم وهي تقول لابراهيم……
“هي سمر فين يابراهيم…..هي لسه نايمة….”
قال ابراهيم بهدوء وهو يجلس على احد المقاعد….
“لا احنا صاحيين من بدري…….سمر في المطبخ بتجبلكم حاجة تشربوها……”
خرجت سمر وهي تحمل صنية كبيرة وثقيلة عليها اطباق بها قطع من الكعك وكؤوس عصائر متنوعة..
حينما ابصرها ابراهيم نهض سريعاً على مرأى اعينهما وقابلة في الصالة وحمل عنها الصنية ثم اتجه اليهم ووضعها على الطاولة……..
ابتسمت رحمة بسعادة لاجل اخيها..ام رباب فظلت صامته ولم تبدي اي ردة فعل….كنوال التي نظرت لسمر بثوب الاستقبال الانيق المطرز……..وشعرها المتدلي بجمال خلف ظهرها…….وبشرتها الناضرة
المتوردة……….
عانقت سمر والدتها بقوة واشتياق….فبادلتها زينب العناق ودمعت عينيها وهي تهمس في اذن ابنتها برفق……
“انتي كويسه ياسمر……..”
اومات وهي تقول بنفس همس امها….
“الحمدلله يازوزو…..انتي عامله ايه….”
فصلت زينب العناق قائلة بعيون تترقرق بدمع…
“البيت ملوش طعم من غيرك……”مررت يدها
على وجنتي ابنتها وضربتها بخفة قائلة…..
“كنتي عامله للبيت حس ياسمارة……”
لمعة عينا سمر بالحزن وهي تحاول الا تبكي..بينما قالت رحمة بمرح طفيف….
“خلاص بقا ياخالتو ام احمد بلاش تقلبيها نكد…ربنا يباركلها في جوزها وتنور بيتها هنا علطول……”
دعت زينب وهي تمسح دموع الفرح…..
“يارب يارحمة يابنتي ويسعدهم…هو انا اكره…دا
يوم المُنى اني اشوفها دايما في بيتها مرتاحه ومبسوطه مع جوزها……”
قال ابراهيم وهو يحيط كتف سمر قائلاً بعيون
تشيع حباً ودفئاً نحو زوجته…
“متقلقيش على سمر يامي……دي في عنيه…..”
ابتسمت زينب وهي تربت على كتفه قائلة….
“دا العشم يابراهيم……..ربنا يخليكم لبعض ويكتبلكم الذرية الصالحة……”
احمرت وجنتي سمر وهي تتجه لوالدته كي تسلم عليها…….
مدت نوال يدها في جلستها….فابتسمت سمر بمحبة وهي تجلس جوارها ثم بادرت بمعانقة نوال
بحرارة قائلة بمحبة…
“عامله اي ياماما…….اي اخبارك……تعبتي نفسك لي وطلعتي…….كنت نزلتلك انا……”
ابتسم ابراهيم براحة فهو يعرف ان زوجته قادرة على كسر الحاجز الواهيه بينها وبين أمه…..
اومات نوال بحرج وهي تربت على كف سمر
بين يداها……
“ملوش داعي ياعروسة…..مش عايزين نتعبك….”
زادت ابتسامة سمر اتساعاً وهي تقول….
“تتعبيني ازاي يعني ياماما…….دا انا مستنيه ابراهيم يخلص اجازته ونزل قعد معاكي تحت نشرب القهوة ونقرا الفنجان………”
ابتسمت نوال باستحسان قائلة بخفوت…..
“اكيد انا كمان وحشتني القهوة من إيدك……”
قفزت سمر في وقفتها قائلة بابتسامة
واسعة…
“يسلام….. وهي صعبة هقوم اعملهالك حالاً……”
ثم نظرت لرحمة وسحبتها بشقاوة…..
“تعالي ساعديني بدل مانتي قعده…….”
ضحكت رحمة وهي تنهض معها……ثم القت سمر نظرة على رباب المتوترة في جلستها فقررت بخفة ان تزيل الحرج بينهما وتتعامل بصفاء نيه…..
“تحبي اعملك قهوة معايا يارباب…….”
احنت رباب راسها وهي تقول بحرج……
“لا….. لا مش لازم ياسمر…… شكراً……..”
قالت رحمة تلقائياً بابتسامة جميلة…..
“رباب بتحب النسكافية……”
اومات سمر وهي تقول بنفس الابتسامة الحلوة….
“خلاص نعملها نسكافيه…..نسكافية من ايدي حاجة تانيه هتيجي تشربيه من عندي علطول….”اهدتها ابتسامه صافية….ثم سحبت رحمة للمطبخ معها…..
اتجه ابراهيم نحو الصنية وبدا يقدم لهما الحلوى
والعصائر وهو ينظر لامه بامتنان على استقبالها لسمر ولو حتى بنسبة خمسين في المئة……..هذا كافي بنسبه له……….
وقفت رحمة معها في المطبخ واثناء ماهي تراقب
الركوة على الموقد كانت سمر تعد النسكافية باحد
المضارب الكهربائيه الصغيرة…….قالت رحمة بشقاوة….
“الجواز حلو ولا…..”
اجابت سمر بخبثٍ……
“منك نستفيد……..انتي شايفاه إيه……”
اخرجت رحمة ضحكة عابثة وقالت….
“ماشاءالله…… شايفاكي زي البدر…….”
همهمت سمر بميوعه
مقصودة……
“ممم………….يبقا الجواز حلو…..”
قالت رحمة بمناكفة….
“هو حلو عشان متجوزه اخويا بس…….”
اومات سمر وهي تضحك بشقاوة……
“هي حقيقه فعلاً…… هو حلو عشان مع ابراهيم……”
اتت نحنحه خشنة من الخارج جعلت سمر تبتسم وهي تطفئ المضرب……..ثم ترفع عينيها عليه….
وجدته يحمل ابراهيم الصغير ابن رحمة بين يداه
ويهدهد به برفق وهو يتجه لاخته…..
توسعت عينا رحمة وهي تتطفئ على الركوة
ثم اتجهت للصغير قائلة لاخيها…..
“هي حبيبة جت……..كان قعد معاها…..”
اخبرها ابراهيم وهو يعطيها الصغير……
“لا هي طلعته ونزلت……”
قالت سمر من خلف رحمة……
“لي مقلتلهاش تدخل يابراهيم……”
اخبرها ابراهيم بهدوء….
“اكيد قولتلها….بس مرضتش قالت هتعدي
يوم تاني………”
بدأ الصغير يئن فهدهدت به رحمة وهي
تقول…..
“ابراهيم أصلا جعان انا هروح أاكله…..”
اتجهت اليها سمر قائلة بمحبة…
“تعالي ياحبيبتي ادخلك اوضة النوم عشان
ترضعيه براحتك……”
اقترحت رحمة بحرج امام عينا اخيها…..
“خليكي هدخل اوضة الأطفال…….. ماشي……”
قالت سمر سريعاً…..
“متستاذنيش…….دا بيت اخوكي…….”
هدهدت رحمة الصغير وهي تجيب
بمحبة…..
“حبيبتي ياسمورة….بس دا بيتك انتي واحنا
واخويا ضيوف عندك……..عن اذنك عشان بدأ يزن…….”
خرجت رحمة من المطبخ…. فاتجهت سمر
للركوة…
اقترب منها ابراهيم ومالى عليها مقبل كتفها ثم وجنتها ابتسمت بخجل وقلبها يخفق بلهفة
وحب بقربه…..
“ابراهيم….. احنا مش لوحدنا……..”
ادارها بصمت فوقفت امامه بابتسامة جميلة
وعيون واسعة لامعه…….قال ابراهيم لها
بامتنان……
“استقبالك لاهلي بسطني اوي….. وخلاني اطمن
من الجاي وماشالش هم وانا في شغلي…..”
تحسست سمر كتفه وهي تقول بتفهم وحنان…..
“اطمن ياحبيبي…. كل حاجه هترجع زي الاول… بس عايزه وقت وصبر………وانت عارف اني بعمل كده عشاني وعشانك…… ومش لازم نخسر حد من اهلك
بسبب جوزنا…… مش كده……”
قال وهو يطوف بعيناه في حدقتيها الواسعة……
قائلا بصوتٍ رخيم…..
“مين قال اني عايز اخسرهم……بس مكنش عندي استعداد ابعد عنك اكتر من كده…….. خصوصاً اني حاولت عشانهم قبل ما يكون عشاني…..”
“عارفه……” اخرجت تنهيدة مفعمه بالامل
وهي تضيف…..
“بس انا واثقه ان الامور هتتصلح وكل حاجة
هترجع احسن من الاول……..”
ضمها الى احضانه قائلاً بحب……
“وانا واثق من كده ياحبيبتي…….طول ماحنا
مع بعض…. ”
…………………………………………………………….
بعد مرور يومين….
ابتسمت بوله وهي تنظر عبر المرآة لمنحنياتها المكتنزة ورشاقة جسدها المعهودة……
قد ارتدت قميص قصير فيروزي اللون…. لم يترك للمخيلة شيءٍ كان عاري ومغري لأبعد حد…. يتدلى
عند وركها سلسال فضي لامع (خلخال…) يداعب وركها المكتنز الأبيض بفتون……
راجعت شعرها للخلف امام المرآة فتمرد كامواج هائجة خلف ظهرها…. نظرت لزينة وجهها فكانت
هادئه متقنة بشكلاً جميل…..
ابتسمت برضا وهي ترش عطرها الناعم مزيج مابين المسك والعنبر برائحة انثوية خفيفة تفضلها….
اتسعت الابتسامه حتى برزت اسنانها البيضاء وهي تسمع خشخشة مفاتيح باب الشقة……
انه اتى بعد انهى صلاة العشاء……خرجت من غرفتها
سريعاً واتجهت إليه بكامل اناقتها……..
رفع ابراهيم عيناه عليها وكان يحمل بين يداه عدت اكياس كالعادة…..مر ثلاثة ايام على زواجهما كانوا الاجمل والافضل في حياتها……وكانها تطفو فوق سحابة وردية عالية حانية آمنة……
كل يوم وفي اخر فرض يقضيه في الجامع يحضر معه كل ما تشتهيه……وكل ما تحبه….. وحتى دون الطلب يحضر لها كل شيء…….
حتى الان لم تطبخ له وجبة دسمة…….تكتفي باعداد وجبة الفطور فقط……ففي بعض الاوقات تعد والدته الطعام وتحضره لهم بمحبة واهتمام بابنها الوحيد وعروسته الغالية…..واوقات تحضر امها هي لها
وجبة الطعام…
وكلما قررت الطبخ تجده يمنعها وهو ينوي اشتراء طعام جاهز من اي مطعم ولكن امه تسبقه وتجلب لهم الطعام جاهزا معد من تحت يداها……وحتى
ان امتنع ابراهيم عن ذلك تصمم امه بقوة على صعود الصواني لهم حتى العروس تتم
اسبوع كامل كما هي الطقوس………
تاملها بدهشة وفغر شفتيه قليلاً وعيناه تطوف عليها…..
كم مرة عليه ان يخبر نفسه ان تلك المرآة الاكثر جاذبية بالكون….بها شيءٍ كنعيم……وهو تذوق النعيم
كل مابها حلو شهي فاتن….تهلك بشكلاً متعب…..كل مابها اهلك كيانه اعجز حواسه…..كلما حاول
المقوامة ولو قليل يجد نفسه ينهال منها كالاسد الجامح الجائع لالتهام فريسته……..
بلع ريقه وتوهجت عينيه وهو يراها تبتسم بنعومة متقدمة منه بخطوات ناعمة تخطوها على قلبه يجزم
انه تسير على قلبه فالابله يخفق خفقات غريبة وكانه حدث به خللٍ ما…. تضخم صدره وهو يجدها تسحب منه الاكياس وتضعها جانباً ثم تقترب منه تلامس جسده بجسدها و تعانق عنقه بيداها بنعومة وهو مزال ينهال عليها بنظرات تشعل جسده….
قالت سمر وهي تقرب شفتيها
منه….
“جبتلي اي معاك……”
ابتسم من زاوية واحده بخبثٍ…..
“انتي كنتي عايزه حاجة…….”
مطت سمر شفتيها بخبث كي تتلاعب بصبره قليلاً……فهو لا يجيد المقاومة امامها…….
“اكيد مش عايزه حاجة غيرك….بس دا ميمنعش انك عودتني على كده……بتدلعني بزيادة… ”
قال وهو يتحسس خصرها بحب قائلاً…..
“واي يعني….لو مدلعتكيش انتي…..وجبتلك اللي نفسك فيه وبتحبيه….هجيب لمين يعني……”
من بين تنهيدة ملتاعه قالت……
“انت حنين اوي يابراهيم…….”
رد تلقائياً وعيناه لا تبرح وجهها الجميل…..
“وكانك اول مرة تعرفي ياسمر……..”
قبلت شفتيه وهي تقول بحرارة….
“عارفه اكيد………. انا بحبك…….”
سارت عيناه على القميص وقدها الفاتن الناعم به
ثم عقب بمرحه المعروف……
“وانا كمان…بس اي الحلاوة دي….كل قميص اصعب من اللي قبله ياسمر….ارحم ياشبح… معاك بنادم
من لحم ودم…….”
مطت سمر شفتيها بحسرة عند تلك النقطة ثم
قالت…..
“المفروض انا اللي اقول الكلمة دي…. لان بعد ساعة
بظبط بيبقا مقطوع……..خسارة… ”
رفع حاجبه قائلاً ببراءة……
“مش كلهم……اي يعني لما نقطع تلاته اربعه…
فدايا…”
مررت يدها الناعمة على وجنته الخشنة…..ثم
قالت بدلال
“فداكي ياحبيبي……بس مش صعب يعني اني اقلعهم……….شوية صبر ياهيما……..”
اتكا على خصرها بوقاحة قائلاً…..
“بذامتك الصبر ينفع معاكي انتي…..بعد كل اللي بتعمليه…… ”
القت اليه نظرة متلاعبه وهي تحاول الانسحاب
من بين احضانه……
“وانا بعمل اي يعني……..”
سحبها بقوة قبل ان تفر من بين يداه….
“بعد كل ده ومش عارفه……”
ضاعت الشهقة المائعة بين شفتيه التي اطبقت
على ثغرها بقوة وتسلط ذكوري لعين…….تملصت منه بصعوبة بعد ان وجدت يده العابثة تسير بحرية على منحنياتها اسفل القميص الحريري…….
“ابراهيم بس بقا……..”
ارجعت شعرها للخلف وهي تبرم شفتيها بانزعاج…ثم نظرت اليه وقالت بهدوء وهي تسحب الاكياس لاحضانها…….
“شغلنا فيلم حلو……… لحد ماشوف جبتلنا إيه……”
مط شفتيه بعدم استحسان والقى عليها نظرة مغتاظة من هروبها هكذا….ضحكت بشقاوة مغرية وهي تبتعد للمطبخ لتسكب ما جلب في الاطباق…..
فقد احضر لها بعضٍ من الكسرات اللذيذة وانواع فخمة من الشوكلاته خصوصاً البيضاء فهي تعشق
الشوكلاته البيضاء جداً…..وقد احضر عدت نكهات منها………..واحضر كذلك عصائر معلبة وكذلك
نوعين من الفاكهة………
اعدت صنية من المكسرات والشوكلاته واحضرت له كوب من الشاي…فهي اكتشفت بعد معاشرتها له
ثلاثة ايام متواصلة انه للأسف….مدمن شاي…….ومدخن شراهة في سجائر…….
لم تستحسن أبداً الإثنين فهو يحبهم بشكلاً مغيظ
لها…..لا تعرف هل تخاف عليه من اضرارهم…ام تغار من ان يشتهي شيءٍ اخر غيرها بنفس القوة !…..
ربما الاثنين بنسبة لها…….
دخلت احد الغرف الخاصه لهم والذي خصصها ابراهيم خصيصاً لتلك الجلسات الاستثنائيّة…
كانت غرفة صغيرة انيقة بها اريكة ممتدة من الجاهتين (ركنة)…..شاشة كبيرة ديكور فخم
اضاءه خافته وكانك تشعر بانك بداخل صالة سينمائيّة……..
راته ممدد على تلك الاريكة عاري الصدر ببنطال بيتي مريح…. جالس امام التلفاز يشاهد احد الافلام الاجنبية تصنيف اكشن !!……
اضافةٍ للشاي والسجائر….ابراهيم لا يفضل الافلام الرومانسية اطلاقاً وهو من محب الاكشن ورعب واي شيء بعيداً عن التلزيق السمج كما يلقبه…….
وضعت الصنية وهي تقول بحنق طفيف….
“على فكرة انا قولت اني عايزة فيلم…..مش عايزة حرب……”
رد بنبرة خشنة تحمل الكثير من الغيرة…….
“بس انا مبحبش التلزيق…..والعيال الملونه اللي انتي بتتفرجي عليهم دول……”
ترجته في وقفتها بصوتٍ لين….
“ابراهيم عشان خاطري المرادي بس…وحياتي عندك تابع والله ما هتندم……”
لوى شفتيه بعدم استحسان قائلا…..
“مانا جربت قبل كده مجاش معايا ياسمر….”
مالت اكثر عليه في وقفتها بهدا القميص
الفيروزي القصير الذي يستفز صبره ولديه رغبه في تمزيقه من على البهية…. عاشقة الدلال……سمعها تقول برجاء….
“نجرب مرة تانيه ياحبيبي…..عشان خاطري…”
رفع حاجبه وقال بنبرة حازمة…..
“نجرب عشان خاطرك……بس اخر مرة……”
قالت وهي تبتسم بوله……
“مش هتكون الاخيرة هتحب الفيلم ده جداً….”
كتبت اسم الفيلم ثم اتكات على الموقع ليبدا عرضه
على الشاشة الكبيرة………وبين الاضاءة الخافته
اقتربت من وتمددت بين ساقيه ووضعت راسها
على صدره….فداعب هو شعرها باصابعه وهو يشاهد بداية الفيلم واثناءها سالها
بهدوء…..
“عملتي الشاي…….”
هزت راسها وقالت مغتاظه…..
“اكيد دا بقا اساسي……”
سالها عاقد الحاجبين…..
“ومالك بتقوليها وانتي مضايقه كدا ليه…..”
قالت بتنهيدة مُستاءه…..
“يعني…اصلك علطول سجاير وشاي مهما اتكلمت مش بتسبهم من ايدك…….”
سالها ذاهلاً….
“انتي بتعدي عليا ياسمر……”
رفعت رأسها وهي تقول بهدوء….
“لا ياحبيبي……انا بس خايفه عليك من كترهم..
ليهم اضرار برضو…….”
نظر لشاشة وقال بهدوء…..
“بعدين نشوف الحوار ده خلينا نتفرج على الفيلم…”
اومات براسها بانصياع وهي تاخذ القليل من اللوز
وتضعه بفمها…. ثم فمه……
ابتسم ابراهيم وهو يضمها اكثر لصدره شاعر بامتلاك العالم في احضانها……
ابتدت اول احداث الفيلم بظهور البطل ذا الشعر الاشقر والعيون الزرقاء……قالت سمر تلقائيّاً كاي
أمرأه محبة للجمال……..
“قمر…..بجد مفيش حلاوة بعد كده……دا كفاية عنيه…… ”
اتكأ ابراهيم على اسنانه وهو يحاول التغاضي عن الأمر حتى لا يفسد الامسية…..
بدات احداث الفيلم مشوقة أكثر…مما جعلها تعتدل في جلستها وهي تنظر للشاشة بتركيز….سالها ابراهيم وهي يرتشف من كوب الشاي….وعيناه
عليها…
“انتي اول مرة تتفرجي على الفيلم…….”
قضمت من الشوكلاته البيضاء
باستمتاع…..وهي ترد عليه….
“تقريبا رابع مرة…..انا بحب الممثل ده اوي…حضورة
فظيع…….تقريباً انا بتفرج بس عشان خاطره……”
رد هاكماً هازئاً……
“ياراجل…………لدرجادي……”
اخبرته بسهوة وعيناها متعلقة بالفيلم…..
“دا جامد دا كفاية عينه ولا… ولا عضلاته دا عنده عضلـ………”
ضاقت عيناه واشتدت حدة نظراته قائلا بنبرة مريبة….
“كملي…………. مالها بقا عضلاته……”
بلعت ريقها بتوجس ثم رفعت عيناها عليه
وحركت كتفيها ببراءة بعد ان لمحت نظرات
الغيرة في عيناه الهادئه……
“ملهاش…….يعني عادي…….عادية.. ”
نهض و بين يده كوب الشاي وعند نداءها قال
بهدوء لا ينم على غضبه من غزلها لرجلا امامه…
“كملي الفيلم….انا هدخل الاوضه اشرب السجارة
دي وجاي……”
عضت على شفتيها وهي تراه يبتعد بهدوء دون اي ردة فعل تنم على ثورة الغضب التي راتها
بعيناه القاتمة……
عضت على باطن شفتيها وهي تنظر للشاشة
بحنق….
“هو اي الهبل اللي انا قولته دا…..”
نظرت للمثل عبر الشاشة وقالت بغيظ من
حماقتها….
“عضلات ايه…يجي اي جمب ابراهيم……انا مالي
لبخت في الكلام كدا ليه…….”لامت نفسها وهي
تصبر عشر دقائق ثم تدخل اليه حتى يكون انهى
سجارته وكوب الشاي…….
بالفعل بعد دقائق دلفت لغرفة نومهم فوجدته ممدد على الفراش نصف جلسه رافع راسه على احد الوسائد العالية كي يتمكن من شرب السجارة الثالثة في تلك الدقائق القصيرة التي تركته بها…..
عضت على شفتيها وهي تراه يسعل عدت مرات
بقوة ثم بعد الانتهاء يحرق صدره بها مجدداً….
تقدمت منه وسحبت السجارة من فمه والقته في المنفضة ثم سحبت علبة السجائر قائلة بحنق
وهيمنة الزوجة…..
“كفايه كدا يابراهيم…….هتتعب…….”
رفع حاجبه بدهشة منها ثم قال بهدوء لا
ينم على شيءٍ بداخله……
“روحي كملي الفيلم وسبيني ياسمر…….”
قالت وهي تقترب منه…….
“مش عايزه اكمله انا جايه قعد معاك……”وضعت العلبة في صدرها بعبث وهي تنظر لعيناه بوقاحة…
تمددت على الفراش بدلال امام عيناه الحانقة…وهو
يعلم انه احمق ان غار عليها بهذا الشكل ومن
شخص لا يعلم عن وجودها شيءٍ كغيرها من المعجبون……..
هل تغزلت بعيناه الزرقاء…. وعضلاته ووسامته الشقراء……هل تحب الرجل الاشقر……..
تغاضى عن هذا الشعور الأحمق وهو يشعر انه يريد التدخين يريد احراق شيءٍ غير فتيل صبره الذي قارب على النفاذ……قال بهدوء خرج بمعجزة…..
“هاتي علبة السجاير……”
تأتأت بشفتيها وهي ترمش بعيناها ببراءة….عقد حاجبيه مغتاظاً منها قائلاً…..
“هاتي ياسمر العلبة…….”
“انا اسفه……….”
قالتها وهي تتمايل على جانبها لتكن بمواجهة عيناه
أكثر فارتفع قميصها أكثر وأكثر…..
شعر بتحشرج انفاسه وهو يبعد عيناه عن ساقاها العارية…….ثم واجه عيناها بنظرة قوية…..قائلاً
بصرامة………
“هاتي السجاير انا مبحبش الاسلوب ده……”
سالته ببراءة “اسلوب إيه……”
قال بغيظ حانقاً…..
“التحكم فيا……..مش هينفع معايا مهما حاولتي….”
لمعة عينيها بالحزن وهي تقول بهدوء….
“مين قال اني بتحكم فيك….انا خايفه عليك..شربت
كام واحده لحد دلوقتي……”
ناداها بجزع……. “سمر……”
صاحت فجأه…… “قولت اسفه……”
سالها هاكماً وهو ينظر اليها… “اسفه على إيه……..”
قالت بخفوت مبررة موقفها…..
“على اللي قولته برا…….. مكنتش اقصد اللي وصلك……..ومكنتش اعرف انك هتضايق…”
قال بخشونة وهو ينظر اليها بقوة…..
“البارد بس هو اللي مش هيضايق ياسمر……”
قالت سمر بنبرة ناعمة مترجية رضاه…..
“انا غلطانه حقك عليا……… اسفه ياحبيبي……”
بلع ريقه حينما وجدها تتحسس صدره العاري
بيدها صانعه فوضى غير قابله للاصلاح….
مالت بشفتيها عليه وبدأت توزع قبلاتها الحانية على وجهه وشفتيه وهي تئن باسمه بميوعة…..الهبت مشاعره……فمد يده نحو صدرها وسحب علبة السجائر حينها عقدت حاجبيها حانقة فوجدته يميل عليها في الفراش بعدما القى العلبة بعيداً وقال بخشونة من بين طلته المهلكة فوقها…….
“اول واخر مرة تاخديها سامعه……”
ابتسمت بتلاعب وهي تنظر لعيناه بحب…..ثم
عانقة عنقه بيداها قائلة بلؤم……
“مقدرش اوعدك………”
قضم شفتيها باسنانه واتكأ عليها بقوة وهو يقول
بعد تركها……..
“لا هتعملي كده وغصب عنك……بطلي تحكماتك دي عشان بتخنق……”
ضربته في صدره وهي تتحسس شفتيها الحمراء باصابعها بغيظ……
“اي الغلاسة دي……. شفايفي…..”
مالى على خدها ومصه بقوة جعله يحمر والمها كذلك…… صاحت بغيظ وهي تضربه…..
“بطل غشومية يابن راضي……. هقوم……”
قال باستفزار وهو يحاصرها بجسده الضخم
الصلب…..
“قوم ياشبح لو تعرف………”
حاولت ازاحته عنها لكنه لم يبتعد وكانها تبعد
حائط وقع فوقها……. قالت بضيق…..
“ابعد بقا………”
قال بمراوغة وهو ينظر اليها ملياً……
“ابعد إزاي وانتي جايه برجلك…….”
شهقت بدهشة وهي تراه يشق قميصها بقوة من النصف….. قالت بنبرة باكية وهي تتلوى اسفله…
“حرام عليك يابراهيم……. القميص…..”
“المرادي مقصودة……” قالها وهو يكبل يداها فوق
راسها….. ويميل على عنقها مدغدغه باسنانه…. ضحكت بقوة وهي تحاول تحرير يداها من حصاره القوي… قالت من بين ضحكاتها بغيظ…..
“برضو مش مسمحاك واي قميص قطعته هتجيب قصاده عشرة……..”
رفع راسه اليه وداعب انفها قائلاً بحنان…..
“اللي انت عايزه ياشبح…… عيني ليك……”
ابتسمت بحب ناظره إليه وشعرت بالرغبة الملحة
في تقبيل هذا الرجل وكانه شعر بطلبها حرر يداها وبدأ بتقبيل عنقها بحرارة وحب…..
غرزت هي اصابعها في شعره بحميمية وهي تراه ينهال عليها بقبلات حارة تفقدها صوابها فتجعلها
تئن باسمه……. ويزيد هو جنونه بعد سماع اسمه
ينطق من بين شفتيها بهذا الشكل…..
قضم شفتيها بين شفتيه بقوة وعمق جعلها تئن بقوة وهي تلامس اعلى درجات السعادة والمتعه معه…..
انسجم جسدها بين يداه وبقت معه غاية في الخضوع والحب………
بعد مدة استلقت على صدره العاري وهي تهمهم
بنعومة بين احضانه…. داعب شعرها باصابعه
فقالت سمر بحرارة ومزال جسدها كله متخدر وفي حالة فوضى بعد تقاربهم الحميمي….
“بحبك اوي يابراهيم…….”
طبع قبله اعلى راسها دافن انفه بشعرها مستنشق رائحته الطيبة المعطرة بشوق لا ينضب بداخله
مهما لامسها ونال منها……
“وانا بموتك فيكي ياحبيبتي…….”
تلامست صدره باصابعها الطويلة وهي تساله بفضول
“ممكن اسالك سؤال…..بس متزعلش… ”
اخرج همهمة بسيطة منتظر سؤالها المتردد….قالت وهي تنظر لعيناه بتردد…..
“انت كان ليك علاقات تانيه قبل ما تشوفني ونتجوز…….”
ضيق عيناه قائلا بلؤم….
“وافرضي……….دا قبل ما اشوفك…..ملكيش انك تزعلي او تحسبيني…….. ولا إيه… ”
شحب وجهها وهي تنظر اليه بصدمة قائلة….
“يعني انت لامست واحده تانيه……..غيري……”
اوما براسه بعبث…….فابتعدت عنه سريعا للناحية الاخرى واولته ظهرها….اخرج ضحكة رجولية خشنة وهو يسحبها بقوة لاحضانه وبق ظهرها ملتصق في صدره قالت بحنق وهي تبتعد عنه……
“ممكن تسبني………عايزه انام……”
ضمها لجسده اكثر قائلا بهدوء بعد ان خفف من
عبثه وضحكته المستفزة لمشاعرها….
“انتي مجنونه……دا سؤال تسأليه…..اكيد لا ياسمر مش انا اللي اعمل كده……انا بخاف ربنا….”
نظرت للبعيد بوجهاً عابث لكن بداخلها
كان هناك سعادة عارمة لمجرد سماع رده
البسيط…..الجميل…..الذي لوهلة خفق قلبها
معه بفخر لهذا الحبيب……..سالته بهدوء…
“يعني انا اول واحده تلمسها……..”
“واخر واحده……..”طبع قبلة على كتفها العاري فاستدارت اليه سريعاً دافنه راسها في عنقه
وهي تقول هائمة……
“بحبك ياهيما………….بموت فيك…….”
اكتفى بضمها لاحضانه محيط جزءها النصفي بساقيه……..مغمض عيناه وهو ساند ذقنه على
شعرها الاسود المموج…..وهي أيضاً اغمضت عينيها على كتفه شاعره بدفء يسري في اوردتها…مزيج مابين العشق والامان والكمال في علاقة كانت لها كالامنية البعيدة وتحققت في غمرة اليأس !…….
……………………………………………………………..
……………………………………………………………..
(كان مالي ما كنت في حالي متهني بقلبي الخالي ..
فات رمشه الجريء وندهلي .. وفي أجمل عيون توهني قولولو ندهني ليه .. حيرني وشغلني عليه
بالحب اللي زايد والشوق اللي آيد
من أول دقيقة أبو عيون جريئه
فات جنبي وعيونه حبايبي نسوني اللي عايشين جنبي بصيت له قوام حبيته .. من فرحة عيني
ناديته قولولو يقول لعنيه إيه آخرة دا كله إيه
يا يصحي لي قلبه .. يا ينسيني حبه
أبو عيون جريئة……. أبو عيون جريئة…)
تنهدت سمر وهي تنظر للنيل العذب وهي جالسه باحضان ابراهيم على احد المراكب الصغيرة…..
ومعهم رجلاً عجوز بشوش الوجه يقدف بهما على الناحية الاخرى…وجواره المذياع يصدر اجمل اغاني عبد الحليم حافظ……..
رفعت راسها لعيناه فكان يضمها من الخلف في جلستهما ناظرين الاثنين لعذوبة الماء وحركتها
الهادئ بهدير الماء المنعش وهواء الليل الذي
يضرب وجوههم برفق……
كان الجو اليلي في قلب النهر على احد مراكب الصيد متعه لا يعلمها الكثير وهي ابنة النيل لم تجربها إلا اليوم معه……..
معه أحبت النيل وعذوبة هدوئه.. معه تذوقت
الحب ومعه وقعت في غرام عبد الحليم واغاني
الغرام كلها….معه تذوقت للذة القرب بين الجنس الاخر…. معه استيقظت احتياجات الانثى داخلها وخلق على يداه امراة متدلله متلاعبة في بعض الأحيان معه هو فقط…..
خُلقت من جديد والفضل يعود لصاحب الملامح الحادة ذلك الذي وقعت في حبه بعد أول حديث بينهما….شغل عقلها فجعل قلبها يخفق في رؤيته
وعقلها مشتت في بعده……..وعيناها تشتاق للنظر إليه……
طالت النظر اليه وهي رافعه راسها لعيناه فطبع
قبلة على جبهتها ثم سالها بهدوء……
“بتبصيلي كدا ليه…….اوعي تقولي اني وحشك.. ”
نظر لها بمشاكسة….فابتسمت سمر ابتسامة تقطر عسلا وهي تقول….
“انت علطول وحشني….حتى وانت معايا….”ثم صمتت قليلاً وبعدها قالت وهي تتحسس كفه
الخشن الكبير……
“فاكر اول مرة قبلتك فيها……”
ضحك وهو ينظر لنيل والجو الحالك
حولهم…واجاب بلؤم….
“فاكره انتي قولتي إيه وقتها…….”
هزت راسها وهي تعض على شفتيها بحرج….وقد تشاركا نفس الذكرى معاً…..
“مكنتش اقصد بس اضايقت منك وقتها…افتريت على اخويا جامد…….”
قال ببساطه….. “يستاهل……”
عقدت حاجبيها قائلة بحنق…..
“اخص عليك متقولش على أحمد كده…..”
قال بجدية وحنق مزال يتربع في صدره غيرة
على ابنة عمه من اخيها السافل……
“وقتها كان يستاهل ياسمر وانا وانتي عارفين
كده كويس…….”ثم صمت قليلاً متغاضي عن
خطأ اخيها واضاف بعتاب مصطنع……
“انتي وقتها كنتي عايزة تعمليلي محضر……اكيد فكرة…….”
رفعت حاجبيها مندهشة وهي تحاول
التذكر….
“اي دا كنت هعمل محضر فيك بجد……”
ابتسم من زاوية واحده مؤكداً…..
“حصل وعندي شهود……”
ضحكت وهي تقول بدهشة….
“يالهوي انا عملت كده…….”
قال بنبرة هادئه مرحه قليلاً مع تلك الذكرى التي
لم تمحى يوماً من ذاكرته…..
“واكتر انتي هبلتي بالكلام جامد اليوم ده….كنتي شبح……..شبح في نفسك اوي……”
احتد صوتها قليلاً وهي تقول بدفاع….
“بس انت كنت مستفز برضو متنكرش……”
قال وهو يمط شفتيه بمراوغه…..
“مش هنكر……… وقتها مكنتش طايقك…..”
رفعت راسها ورفعت حاجبيها بدهشة وهي تعقب بكبرياء رفيع……
“على اساس ان انا وقتها كنت بدوب فيك…..”
ضحك على ملامحها المشتدة فسالها
برفق…..
“طب امتى عرفتي انك بتحبيني…….”
ابتسمت وهي تعود لصدره سانده عليه وهي
تقول بصوتٍ هادئاً…….
“لما ضربت الحرامي وجبتلي منه الشنطة..وقتها يعني حسيت اني معجبه بيك…….والاعجاب بقا
حب بعد ما قرينا الفاتحه…….وانت من امتى؟… ”
تلهفت لسماع اجابته….
بينما هو حك في لحيته وهو يخبرها وعيناه تحلق
في سماء عينيها الواسعة الامعة……
“من اول ما بصيت في عينك…. وانا كنت حاسس انها مش زي كل مرة…….. فيكي حاجة شدتني… لقيت نفسي عايزة اقرب…… عايز اموت الفضول ده بالقرب منك….. كنت عايز اعرف دا اعجاب ولا حب….”
مرر يده على شعرها المموج وهو يقول بنبرة عميقة….
“ويوم ماخرجتي من بيتنا حسيت انك خدتي
حاجة مش هتتعوض………ساعتها قولتلك انك تخصيني وكنت واثق بعد الكلمة دي..ان قدامي
مشوار واحد همشيه معاكي للآخر….. وهو اني اتجوزك…..”
مرر ابهامه على وجنتها الناعمة متابعاً بخفوت رومانسياً لابعد حد…..
“حبيتك….. حبيتك لدرجة متتوصفش… مبقش ينفع اليوم من غير ما شوفك اكلمك واسمع صوتك… حتى لو مضايق منك لازم اطمن عليكي… ولو من بعيد….”
ترقرقت دموع الفرح وتأثر بعينيها وهي تخبره
بصوتٍ عائم على شاطئ الغرام……
“محظوظه بحبك يابراهيم……. انت أجمل عوض
من الدنيا……”
اخبرها وهي يتامل ملامحها الحسناء الفجة
بجاذبية غريبة مزال يقف عندها مسحوراً….
“مين اللي محظوظ بالتاني ياسمر…. لحد دلوقتي بحمد ربنا انك بقيتي مراتي وقسمك من نصيبي
رغم كل اللي عشناه……. الحمدلله…..” تمتم باخر
كلمة وهو يضمها لاحضانه.. شاعره هي بخفقات قلبه العنيفة تضرب بظهرها…… عانقت يده بيدها وظلت
تنظر للنيل العذب بعيون سوداء لامعه طالت بهم
بسمة الراحة والحب والامتنان لهذا العشق فهو الوطن الذي تحيا به الآن….
اكمل المذياع اخر كلمات الأغنية بصوتٍ عذب وموسيقى متناغمة…..
(طال شوقي وطال تعذيبي ولإمتى حداري لهيبي لهيبي أوصف له غرامي دا كله وفي أول مقابلة هاقوله وأحلف له بليالي الشوق ونجوم السما اللي فوق إزاي قلبي حبه والبال انشغل بي
من أول دقيقة أبو عيون جريئة…..)
………………………………………………………….
سارت بقدميها الحافيتين المبلله على رمال الشاطئ….. عكست شعرها الاشقر المبلل
جانباً كي تصفي منه الماء المتعلق به
بيداها……. بعدما اخذت جولة طويلة بين امواج البحر……..

سارت بقدميها الحافيتين المبلله على رمال الشاطئ….. عكست شعرها الاشقر المبلل
جانباً كي تصفي منه الماء المتعلق به
بيداها……. بعدما اخذت جولة طويلة بين امواج البحر……..
شقت شفتيها ابتسامة ناعمة وهي تتجه لزوجها وابنها الصغير…….. والذي كان يجلس على الرمال
الشاط يلعب في الرمال بالعاب البحر ……
تقدمت منهم وكانت مرتديه ثوب السباحة الذي
كان عبارة عن قطعتين واحده علوية والاخرى
سفليه وكانا باللون الاصفر الشاحب……ينافس عسليتاها الامعة ويسيل لعاب كل من تقع عيناه عليه…….
يحمد الله ان موقع البيت مناسب وان تلك الفترة
زوار هذا التجمع لا يأتون إلا في بداية الصيف وليس في اخره كما احضرها هو لهنا…….
نظر حوله زيادة تاكيد فلم يجد أحد… عادت عيناه الخضروين إليها….. حلوة آية… كل مابها يثير جنونه
وجموحه……
قضا معاً اربعة ايام كانوا من أجمل ايام حياته واكثرهم عمقاً داخله……
عاش معها حلم جميل يتمنى الا يستيقظ منه أبداً……..
اظهرت صفاء اسنانها البيضاء وهي تقف امامه ساحبه المنشفة كي تجفف جسدها ولكنه كالعادة العابث أراد
مشاكستها قليلاً…. فاحتفظ بالمنشفة بين قبضته….
وهو ينظر لجسدها المكتنز المهلك وقصر قامتها
التي يجعلها شهية في عيناه…… فهو لا يراها إلا مراهقة صغيرة شقية تحب العبث مع الاكبر منها سناً !!….
قالت آية بحنق وشيك…..
“هات البشكير ياخالد…….. ماتغلسش…..”
(يو….)تمتم علي اليها وهو ينهض عن الارض
ماسك في ساقيها منادي عليها بتزمر….
(يو……يو……)
حدثت صغيرها برفق….
“حاضر ياعلي هشيلك بس عشان متتبلش….”ثم حاولت سحب المنشفة بغيظ….
“هات ياخالد بقا………بطل غلاسه……”
سافر على جسدها الفاتن لوهلة ثم عاد لعينيها
قائلاً بوقاحة….
“ما تخليكي كدا احسن….”
قرصته من كتفه وهي تسحب المنشفة باليد
الاخرى قائلة بانزعاج…..
“هبرد يامجنون…….”
رفع حاجبه وهو يتحسس مكان القرصة ثم رفع عيناه
الخضراء بدهشة وتوعد لها…..
تراجعت آية للخلف وهي تقول بشقاوة
وتحذير….
“والله لو قربت لا هصوت……”
اقترب منها وهو يقول بحنق وتوعد…..
“صوتي……بترفعي ايدك عليا يا آية…..تعالي اوريك القرصه دي بتوجع ولا لا……”
قالت وهي تسبقه ركضاً……
“لا مش بتوجع………”
“طب تعالي اوريكي…….”ركض خلفها بغيظ وعيناه تتوعد بحنق لها……
ركضت امامه بسرعة وهي تصيح ببراءة….
“هتجري ورايا وتسيب ابنك……بقولك مبتوجعش….”
كان بالقرب منها جداً وهو يقول……
“طب اقفي عشان نعرف بتوجع ولا لا…..”
“انت غلس……..”قالتها وهي تستدير تنظر اليه خلفها لكنها صرخت بقوة وهي تراه بالقرب منها وقد مسك ذراعها عند تلك الاستداره…….
مسكها بقوة فصرخت وهي تترجاه بجبن ألا
يفعل……
“خلاص ياخالد اخر مرة…….ايدك تقيله…..”
قال ببرود….. “وانتي ايدك خفيفه…..”
اومات ببراءة…..”ايوا طبعاً انا بسكوته……..”
نظر خالد لكتفه مكان القرصة ليجدها احمرت
سريعاً اشار عليها وهو يقول بتهكم منها…..
“شايفه يابسكوته ايدك عملت إزاي….”
نظرت للبقعه الحمراء ثم قلبت حدقتيها
مدعيه البراءة….. وهي تقول…..
“مش انا دي اكيد حساسيه…..”
تمتم مغتاظاً وهو يقترب منها…..
“يعني ايدك تقيله وكدابة كمان…….”حملها سريعاً على كتفه كشوال البطاطس……
شهقة آية بصدمة وهي تتلوى على ذراعه بحنق….
“خالد نزلني…..لو سمحت كده كفاية…..طب مش هعمل كده تاني ونزلني……..خاااالد……”
لم يعرها اهتمام بل ظل يستعرض عضلاته بحمل جسدها الصغير على كتفه……ركلت بطنه بقدميها بغيظ……
“ممكن ترد عليا…….ياعم الصامت…..”
رد باستهانة….. “عايزة اي يابسكوته……”
قالت وهي ترفع راسها المتدلي على ظهره….
“نزلني ياخاالد وحياتي عندك…….انا دوخت من
القلبه دي……….”
قال بحزم…… “وهنلم ادينا…….”
عضت على شفتيها بغيظ ولم ترد عليه مما جعله يتنهد بخشونة قائلاً بخبث….
“انا قولت برضو ان البسكوته بتحب الشيل…خصوصاً
لو دخلنا البحر واحنا كده……”
اتجه الى البحر بخفة وكانه لا يحمل وزن زائد على كتفه……..صرخت آية وهي تقول بخضوع….
“خلاص خلاص…….اخر مرة……”
ضيق عيناه والتقط عينيها العسلية في نظرة طويلة بها وقاحة ورسائل جريئة خصوصاً بعد ان استلقت
على كتفه بهذا الشكل ……
بلعت ريقها بخجل وهي تراه ينزلها برفق على رمال
الشاطئ……….ثم جعلها تقف امامه ومالى عليها وطبع قبله على وجنتها ثم ارجع شعرها الاشقر المبلل
خلف اذنيها……..
بينما اغمضت آية عينيها وهي تشعر بدفء اصابعه على وجنتها وشعرها المبلل… همس خالد وعيناه الخضراء لا تبرح وجهها الانثوي الجميل….
“اوعي تقصي شعرك تاني…..أبداً يا آية….فاهمه…”
اومات براسها بانصياع قائلة بهمس…..
“فاهمه ياحبيبي…….”
فتحت عينيها فوجدته ينظر لجسدها المكشوف بوقاحة فشهقت فجأه وهي تدفعه في صدره بقوة…….
“يالهووي…….. نسينا علي……”
ابتعدت خطوتين وهو يراها تركض نحو ابنها الذي كان منشغل في اللعب بالرمال …..
ارتدت سترة شفافة فوق ثوب السباحة ثم اتجهت
الى ابنها وشاركته الجلسة وهي تلاعبه وتبني معه
قلعة من الرمال………
ثم سمعت بعد دقائق فقط صوت خالد يصيح
من بعيد بحنق وهو يتحدث بالهاتف……
“جرالك إيه يارشا….قولتلك الملف الزفت في الدرج……ايوا الدرج اللي على اليمين في
المكتب.. ”
صمت قليلاً ثم اندفع في الحديث مرة واحده….
“ما يولع اعمله اي يعني……مينفعش اخد اجازة
زي البنادمين…..”صمت قليلاً مستمع للطرف الاخر وهو يتقدم بقدميه منها جالساً على مقعده
مجدداً……ثم خفف نبرته قائلاً بشفقة
وتفهم….
“معلش يارشا….استحمليه الفترة دي…حقك عليا
انا ياستي…..حاضر…….ماشي خديه من مكتبي ودهوله…….تمام…………. سلام…….”
بعد ان انهى المكالمة سالته آية تلقائياً…
“مالك ياخالد……ومين دا اللي يولع…..”
رد بقرف…… “اخوكي….”
فغرت شفتيها بصدمة ورمقته بدهشة وحينما
وجدت صوتها بعد رده الفظ……. قالت
بانفعال…..
“نعم…………..بعد الشر انت بتقول إيه…..”
جلس على المقعد وهو يرجع شعره للخلف
قائلاً باستهجان…..
“عمال يشخط وينطر في الموظفين ولا كانهم
عبيد عنده……وكل حاجة يعمل عليها فرح…حتى لو متستهلش……..انا مش عارف مستحمل نفسه ازاي ده……”
نظرت اليه آية بانزعاج بينما قالت بنفاذ
صبر….
“اي اللي بتقوله دا ياخالد….انت مش ملاحظ
انه اخويا…….”
لوح بيده وامام عينيها تشدق بنزق…..
“اخوكي…….اخوكي دا تلاجه…..دا شخص لا يطاق……”
رفعت حاجبها وقالت بنبرة متأهبة للشجار….
“والله كلمة كمان وهاخد بعضي ونزل القاهرة
دلوقتي حالاً…… انت حُر……..”
اصر وهو يقول هاكماً…..
“انتي هتقفشي عليا يا آية…….انتي عارفه ان
اخوكي مـ……..”
قاطعته وهي ترفع سبابتها بقوة وتحذير…..
“ولا كلمة ياخالد انا حلفت…….”
نظر لثوب السباحة من خلال السترة الشفافة لبرهة ثم قال وهو يلوي شفتيه باستفزاز…..
“ماشي……… ياشيخه آية…….”
قالت بجزع……
“مش شيخه بس مش هيقع حلفاني..”ثم اضافت بتهديد انثوي…..
” وبطل استفزاز…….عشان اخرتها مش هتعجبك…..”
نهض ووقف امامها وهو يسالها
باستفهام……
“بتهدديني………… هتعملي اي يعني….”
ضيقت عينيها وقالت بمراوغة…..
“هنام في حضني ابني حبيببي……”
حملت ابنها سريعاً وضمته لاحضانها فقبلها الصغير من شفتيها تلقائياً وكانه اشتاق لها في تلك الساعة التي ابتعدت بها عنه……..تحكم بها شعور الامومة فتناست شجارهم الوشيك وضمت الصغير لصدرها وهبطت عليه بالقبلات المتلهفة لمذاق هذا
الصغير الشهي…… حدثته بشغف
الامومة……
“نفسي اكلك……اكلك اكل….اي الحلاوة دي….”
لوى خالد شفتيه حانقاً وهو يقول بغيرة
وتسلط…..
“مفيش نوم جمب ابنك….انسي يا اية…دا لو
ضربين بعض…..مفيش برضو نوم بعيد عني……”
طبعت قبله على ثغر ابنها وهي تقول بترفع
أنيق….
“افكر…….”
سحب الصغيرة منها بقوة وهو يقول بغيرة بلهاء…
“بطلي بوس في امه…….الولا خدوده احمرت…..”
داعبت آية وجنتي علي وهو بين يد والده وقالت
بشقاوة لذيذة لعينا خالد مما زاد ضربات قلبه
الهائم بحبها……
“هو اشتكالك……… دا مبسوط……”
غمزت للصغير بمداعبة حلوة جعلت الصغير يضحك وهو يمد يداه الاثنين بحركة معبرة عن الذهاب اليها ولعب معها مجدداً وهو يئن بـ(يو…يو…..)
رفع خالد حاجبيه وقال هاكماً نحوها…..
“انتي بتفسدي الواد بحركاتك دي…..الواد اي واحده بتشيله بيقعد يبوسها من بؤها…….بسبب حركاتك
دي معاه….”
قالت ببراءة وهي منسجمه بلعب مع
ابنها…..
“مبيعملش كده غير معايا انا… واوقات حنين…..”
تمتم علي وهو يبتسم بحلاوة شهية كحلوة
الأطفال(نين…….)
ربت خالد على صدر الصغير قائلاً بقنوط….
“بس يابابا…. ابعد عن نين عشان متخسرش خالك المجنون……”ثم نظر لعينا الصغير الشبيبة بعينيه لكنها ألمع وابراء بكثير من عينا خالد الامعه
بالشهوة الغريبة………
“وبعدين بطل بووس شويه…هو يا اية يا حنين… يا
اي واحده تشيلك….انت طالع قليل الادب لمين….”
كبحت اية ضحكتها قائلة بمكر….
“من شابه أباه……”
قال خالد بضيق……
“اتلمي يابسكوته….انتي اللي مبوظه اخلاقه
بحركاتك دي……”
مطت شفتيها قائلة
ببراءة…..
“الله مش بلعب معاه……”
قال بجزع….ووجه عابث….
“اللعب ده خلى الواد ينحرف قبل اوانه……”
تمتمت ببراءة…… “علطول ظلمني…….”
مد اصابعه وقرص شفتيها المكتنزة الحمراء
قائلاً بمراوغة…..
“علطول بريئة يابسكوته….وشفايفك دي عايزة تتاكل…….”
ضربت كفه وهي تقول بدلال….
“احترم نفسك وابعد ايدك……. انا مخصماك…..”
تقدم خطوة بالقرب منها قائلاً بمداعبة شقية…
“مخصماني…انا مستعد اصالح….بس علي ينام…”
برمت شفتيها قائلة بلؤم….
“مش هينام ياخالد…… والنهاردة هسهر للفجر….”
اعطاها الصغير بين يداها وهو يقول
باستفزاز…..
“هتفضلي صاحيه معايا للعصر يا آية……عادي زي
ما تحبي….”
تمتمت بانزعاج…… “مستفز…..”
“مش اكتر منك يا يويو…….”قرص وجنتها وهو يبتعد عنها نحو الشاطئ وعلى الشاط خلع قميصه امام عينيها المتراقبة ليظهر جسدها الرياضي الأبيض المحمر بشكلاً مستفز كاستفزازه لها بالحديث….
رفع عيناه الخضراء العابثة عليه والتقط عيناها سريعاً ثم غمز لها بوقاحة وهو يقفز في البحر
بشورت السباحة الذي كان يرتديه منذ بداية الجلسه…..
عضت على شفتيها وهي تنظر للصغير بين يداها بعبوس……ثم قالت بحنق وحب في ان واحد…..
“شايف ابوك…….مستفز……بس حلو اوي……اوعى
تطلع شقي كده زيه…….”ابتسمت وهي ترى علي
يعناقها واضع راسه على كتفها…. قالت بتوجس
وهي تضحك….
” انت هتنام ياعلي وتسيبه يستفرض بيا… ياعلي قوم….. احنا قولنا هنام الفجر……. “حاولت ايقاظه لكن الصغير تذمر وهو يدفن وجهه بجيدها بتعب فقد اصابه الارق من كثرة الجلوس على الشاطئ وكثرة العب لساعات طويلة……..
قضمت شفتيها قائلة بغيظ…..
“الواد وابوه عليا……ماشي……”اتجهت الى الداخل كي تضع الصغير بغرفته………وتركت خالد يسبح
بقلب البحر بمهارة متقنة وجاذبية مهلكه يمتلكها صاحب العيون الخضراء ذا الامعه الشهوانية….
دخل خالد البيت بعد مدة من السباحه واحتضان الأمواج الباردة……..
كان يصعد للاعلى وهو يجفف شعره البني الفاتح باحد المناشف الصغيرة………
فتح باب غرفة الصغير فوجده ذاهب في ثباتٍ
عميق وقد استنزف كل طاقته في اللعب على الشاطئ لذلك نام بعمق………
اتجه خالد الى سرير الصغير ودثره جيداً بالاغطية
ثم طبع قبلة على وجنته وهو يربت على صدره بحنان…..متاملاً جماله في نومه…كملاك مسالم
للحياة….لا يرى منها الا الضحك واللعب وحضن
امه وابيه……..
ممنون هو لهذا الصغير لابعد حد….مهم اعطاه لن يعوضه عن تلك الخدمة التي قدمها له دون ان
يعي ذلك……
قربه من آية وجعله يستشعر مدى حبه لها…وهو كالابله كان يجهل ترجمة مشاعره نحو المرأة الوحيدة التي احبته و راى فيها وطنه……..قربه من والده الذي تجاهل وجوده عن عمد لأجل تسلط والده عليه في سابق من اوامر وتوجهات كانت الصالح له مهم انكر ذلك ؟!…..
قربه من نفسه عرى عيوبة امام مرآة نفسه…وقف امامها يحاول اصلاح ما أفسده……وقف امامها كثيراً
وطويلاً حتى يعرف الى اي مدى وصلت عيوب طباعه عمقاً…. ولي اي مدى اتت بالسلبية على
حياته…. وافسدت علاقته بمن حوله………
هذا الصغير جعله يشعر بانقى مشاعر في الكون…
الابوة…..أب يحتاج ان يشعر بانه أب لا لكي يسدد
هذا الشعور لابنه…..بل كان هو بحاجة ماسه إليه
وصغيرة اعطاه دون مقابل أشياء لن يجدها
ولن يراها مهما بحث…..
مجرد التخيل…. فقط مجرد التخيل لو لم يكن
موجود هذا الصغير بحياتهما ولم يربطهما شيءٍ في الحياة….كيف ستكون الحياة….واين سيكون هو الآن ان لم يحدث كل هذا بفضل وجود ابنه قطعه منه ومنها…..
تمتم خالد بينه وبين حالة وهو ينظر للصغير
بامتنان حقيقي وكانه فعل معجزة يستحق
الشكر عليها ليلا ونهاراً……
ممنون انا لك ياصغير فبفضلك انقذت سفينة كان عيبها الوحيد ان قبطانها لا يجيد الابحار ويوهم نفسه انه يجيد كل شيءٍ ولم يستوعب بعد انه
يغرق ومعه ابرياء……..
ممنون انا لك يا صغير فبفضلك انقذت ما يمكن انقاذة وعالجت ما يمكن اصلاحه…….ممنون لك ياحبيب أبيك………يا علي ياجمل ما رات عيني
وصدقاً ياحبيبي ان انجبت أمك عشرون غيرك ستظل الاروع والافضل والمنقذ من بينهم….
ستظل الغالي البكر…… سندي في الحياة وعكازي
في الكبر……….ممنون انا لك ياحبيب أبيك…….
طبع قبله اخرى على وجنته وتجه للخارج مغلق الباب بحرص خلفه…….
دخل لغرفتهما فوجد آية جالسه على الفراش
بقميص قصير باللون السكري…. وقد اخذت حماماً دافئ وصففت شعرها وتركته طليق يعانق عنقها بدلال……….. ثم جلست على الفراش كي تدهن
كريم مرطب ومعطر لجسدها……
نظرت اليه بطرف عينيها وقالت بعتاب….
“اتاخرت اوي……”
ابتسم وهو يجلس على حافة الفراش مراقب ما تفعله بساقيها البيضاء الامعة كقشطة الصباح
شهية لدرجة تسيل لعابك جوارها…..
حافظ على اتزانه امام تلك الفتنة المتحركة امامه وقال……..
“انا فاكر انك تحت قولتي انك مخصماني…. وحرماني من النوم في حضنك…..”
قالت وهي تمط شفتيها بدلال…..
“تقريبا آآه…… بس انا غيرت رايي من شوية….”
مالى عليها براسه قائلاً بمراوغة….
“دا كرم كبير منك يايويو…… على كده هنام في حضنك النهاردة……”
“انت شايف إيه……” نهضت من جواره لتضع الكريم مكانه ثم اتجهت اليه وفي لحظة قفزة عليه بخفة
جالسه على ركبته وهي تقبله بشقاوة…. همس
وهو يقول بذهول من فعلتها…
“انتي عارفه انك مجنونه ولا مش عارفه….في
واحده عقله تنط النطه دي….. ”
قالت تلقائيا بدون مواربة……
“لو همشيها بالعقل معاك يبقا هتعب……”
عقد حاجبيه سائلا وهو يشتم رائحة سخرية
“قصدك اي……”
قالت بنعومة وهي تتحسس صدره بدلال…..
“ولا حاجة ياحبيبي…..انا قصدي يعني حبك معايا بيطلب كده…….”
سالها وهو يلوي شفتيه بابتسامت
مستغرب….
“بيطلب معاكي بهبل يابسكوته…….”
عقدت يداها على عنقه قائلة بتغنج…..
“لا بيطلب معايا بعفرته ياقلب البسكوته…..”
اشتهى تقبيل وجنتيها البيضاء فقبلها وهو يقول بحرارة وقلب مشتعل بالحب……
“بحب جنانك يايويو……بحب كل حاجة فيكي….”
زمت شفتيها وهي تخبره ببساطه….
“وانا بموتك فيك بس استفزازك مبحبهوش….”
طالت البسمة في عيناه الخضراء وهو يقول بنبرة
مشتعلة بالعشق……..
“اعرفي اني طول مانا بستفزك وبنكشك ابقا
بحبك….. لو بطلت المفروض تقلقي على حبنا…..”
اخرجت تنهيدة ناعمة هائمة بحب هذا الرجل وهي تبحر في خضار عيناه قائلة بثقة…..
“انا عمري ما قلقت على حبنا…..انا بس كان نفسي تدور عليه بنفسك…….”
“وديني دورت ولقيته…… وفي الوقت المناسب…”
قالها بمداعبة وهو يتحسس ساقاها العاريه بيده
ثم مال على عنقها يوزع القبلات عليه بعمق ولهفة
وهو ويشتم شذى عطرها المنعش المتعلق بها
اقرب لرائحة ورود متفتحه بفصل الربيع……هكذا رائحتها سواء سابقاً او الآن……
اغمضت عينيها وهي تميل للخلف مستمتعه بقربه
وبكل دقيقة تعشها بين يداه…..شعرت به يضعها على الفراش وينهال عليها حباً وشوقاً بها وبكل شيءٍ
تمتلكه تلك المرأة الكريمة في حبها لدرجة تشعره بمدى حقارته معها في السابق…
آآه من هذا الذنب يود التكفير عنه باي طريقة
كي يعوضها عن ما سببه لها في الماضي….
لو فقط يعلم ان التكفير عن الذنب هو ان يبق ولا يخذلها أبداً ويحافظ على قلبها العطوف في حبه لعمل على ذلك أسرع مما أراد !…
………………………………………………………………
ابتسمت سمر ابتسامة حانية مرحبه وهي تضع صنية العصائر على المنضدة وقالت وهي تستقيم…..
“نورتنا ياشيخ عمار…….”
رفع عمار عيناه عليها لثانية ثم انزلها سريعاً وهو يتمتم بحياء ذكوري……
“دا نورك ياعروسه….الف مبروك ياخت سمر……”
“الله يبارك فيك…..”
كبحت سمر ابتسامتها وهي تنظر الى ابراهيم….الذي كان يجلس جوار صديقه على الاريكه وحينما اتت
عيناه بعينيها أشار لها ان تنصرف فوراً….
فاومات براسها وهي تستدير لتظهر اسنانها الناصعة بضحكة صامته وهي تغمغم بفضول……
“اموت واشوف مراتك……”
ضرب ابراهيم على ركبة عمار قائلاً بخشونة…
“منور بيت اخوك ياصاحبي……”
قال عمار بصوتٍ فاتر…..
“منور بصحابه….. عامل إيه في الجواز… امورك تمام……”
مد ابراهيم يده واحضر لعمار كوب عصير واعطاه
له وهو يجيب بشكر…..
“الحمدلله………. فضل ونعمه من عند ربنا….”ثم
نظر إليه بعدما اخذ عمار منه الكوب…..وسأله
“أخبارك المصنع إيه……”
اوما عمار براسه قائلاً…..
“كله تمام……….. انت نازل امتى…..”
اخبره ابراهيم بهدوء…..
“من بداية الاسبوع الجاي ان شاء آلله……”
ارتشف عمار من العصير ثم انزل الكوب وهو
يخبره بسعادة…
“كنت جاي افرحك وقولك ان احنا سددنا نص مبلغ القرض اللي وخدينا من البنك…. وخلال الست
شهور الجايين هنسدد الجزء الباقي… باذن آلله……”
نظر ابراهيم للاعلى وتنهد براحة قائلاً…..
“الحمدلله………….. ربنا يعديها على خير……”
قال عمار بنبرة متوهجة بالفرح والامل…..
“يارب…. المشروع بدأ يقوم…. وبدأ اسمنا يتعرف وسط اسامي لشركات ومصانع شغاله من سنين…..”
قال ابراهيم بجدية مفعمه بالأمل…..
“الجاي خير ياعمار…. انا متاكد ان ربنا هيعوض تعبنا وصبرنا خير…..”
اوما عمار براسه قائلا…..
“ونعم بالله……. املي في ربنا كبير…..ان شاء الله يوصل المشروع للنجاح اللي يستحقه… ”
صدح جرس الباب في تلك الاوقات فنهض ابراهيم ليفتح….لكن سمر سبقته وهي تقول بهدوء….
“خليك مكانك يابراهيم……دا احمد اخويا….”
عاد جالسا واكمل الكلام مع صديقه عن سير العمل في المصنع الذي غاب عنه اكثر من سبعة ايام…
فتحت سمر الباب وهي تبتسم بحفاوة ناظرة
لاخيها بشوق وهي تعانقه…..وهطلت عليه ببوابل الاسئلة والعتاب……
“وحشتني يابشمهندس…….كل دا غياب ما صدقت اني خلعت من البيت…..من امتى يا احمد… من ساعة الفرح وانا مشفتش وشك……اي ده مالك….”
مسكت ذقنه وحركت راسه بيدها متفقدة وجهه
يميناً ويساراً….. وهي تقول بقلق…..
“مالك عامل في نفسك كدا ليه….انت بقالك قد اية منمتش……..”ثم تطلعت لوقوفهم على الباب فقالت
بحنق من نفسها وهي تضرب جبهتها بيدها….
“آآه من غبائي…….ادخل هنتكلم على الباب….”
امتنع أحمد وهو يسالها بخفوت…..
“مش وقته ياسمر…هجيلك مرة تانيه….انا جاي اسالك عن حبيبة……”
وقع قلبها وهي تنظر خلفها بقلق….فان علم ابراهيم بشيءٍ سيقطع راس اخيها وان علم انها على علم بتلك القصة منذ البداية ستكن راسها جوار راس اخيها لا محال !!……….
بلعت ريقها وهي تبرق عينيها بغضب….
“حبيبة !…انت اتجننت….جاي تسالني على حبيبة هنا……..”
قال بعصبية وهو يضرب حافة الباب فجأة…
“امال اسال مين….اخبط عليهم وسأل امها عنها…
مين الاقرب ليا هنا……”
وضعت يدها بخصرها وهي تقول بانفعال مكبوت حفاظاً على سلامته وسلامتها من شر ابراهيم….
“هو انا هبقا الكبري اللي هيبقا بينك وبين الست
هانم بتاعتك…..انا مش عيله يا أحمد…..ولو سكت على الهبل في الاول فده خوف عليك من ابراهيم واهلها….. وخوف عليها هي كمان….بس دا مش
معناه اني موفقه على قلة ادبكم انتوا الاتنين……”
قال أحمد بجزع وهو ينظر لاخته برجاء…
“انتي عملالك فرح لي ياسمر…. بقولك عايزة اطمن عليها مبتردش عليا… ومطلعتش من البيت من ساعة فرحكم…….”
تفقدت وجه اخيها تلك المرة بقوة وكانها تراه للمرة الاولى بعدما علمت سبب الأرق البادي عليه وحمار عيناه والهلات السودة التي بدات بظهور اسفل عيناه.. وكانه لم ينام جيداً تلك الايام…. بدى نحيفٍ صلبٍ… هل امتنع عن الأكل……. تمتمت وهي تنظر اليه بدهشة…..
“انت عامل في نفسك كدا ليه…. كل ده عشان بعدت عنك كام يوم…… هو انت بتحبها يا احمد بجد؟…”
سالته وهي تنظر اليه بهلع فهي تخشى ان يكون اصابه الحب باكراً فيقع اسير الوجع طوال عمره
فمزال قلبه كزهرة شباب تتفتح بتأني فكيف يقتلها
بالحب وعذابة….. وكيف لا يالمها قلبها الان وهي تنظر إليه… وكانها تستشعر وجعه فهو يذكرها بصراعها مع الحب وعناده معها في سابق ؟!..
لم يكن الحب يوماً هيناً في نيله وهي تعلم هذا
جيداً لذلك اصاب قلبها خفقة مؤلمة لأجل اخيها
وهي تساله مجدداً بنبرة مرتجفة…..
“بتحبها يا احمد…….انت قولت انكم صحاب… ”
رد تلك المرة بقوة وجدية غريبة عليه….
“احنا عمرنا ما كنا صحاب وانا وهي عارفين كده كويس……”
برمت سمر شفتيها بانزعاج قائلة….
“واخرتها يابن امي وابويا……. هتفضل كده…. ”
اخرج زفرة متعبه وهو يرفع عيناه للاعلى للثوانٍ
ثم عاد لاخته قائلا بنبرة مجهدة…..
“طمنيني عليها…….. قوالها ترد عليا ياسمر… انا هتجنن……” ارجع شعره للخلف وابعد عيناه عن
اخته مجددا بضياع……… سالته سمر بقلق….
“قولي اي اللي حصل بينكم……”
قال بنزق وهو ينظر اليها بترجي….
“لو هعرف مش هجيلك…….. قوللها بس ترد عليا…
كلميها وعرفي هي مش بتكلمني ليه…..”
هزت رأسها ممتنعه وهي تقول بقوة…..
“قولتلك اني مش هدخل في حوارات العيال دي…
انا هطمنك عليها بس….. اكتر من كده متسألنيش….”
اوما لها بقلة حيلة وقال…..
“ماشي ياسمر اي حاجة……. المهم اطمن…..”
اومات له وهي تمسك بذراعه قائلة بعطف….
“طب ادخل يلا عشان تتغدى معايا….. شكلك ما فطرتش…”
امتنع بنبرة شاجنة…..
“لا فاطر……… مرة تانيه عشان نازل مع كرم
ويوسف….” مالى عليها وقبل وجنتها ثم ابتعد
قائلاً بنبرة بعيدة عن المرح وكانه حاول وفشل
في ايجادها……
“عايز حاجة ياشقي…….”
ابتسمت بحزن عليه وهي تقول بمحبة…
“لا ياحبيبي…. خد بالك من نفسك…. ومتتاخرش
على امك انت عارف بتقلق عليك قد إيه…..”
اكتفى بهز راسه بانصياع وهو يبتعد عنها…..
اغلقت الباب ورفعت وجهها فوجدت عمار على
وشك الخروج من الشقة وابراهيم كان خلفه يلح عليه بالجلوس لتناول وجبة الغداء… مما دفعها كاي زوجة اصيلة كريمة مرحبة بضيوف زوجها…..تقول
“على فين ياشيخ عمار….. الغدا جاهز…. وانت مش هتخرج من هنا غير لما تتغدى……”
قال عمار بحرج وهو يحدثها وعيناه في
الأرض……
“مرة تانيه ان شاء الله انا كنت جاي بس اباركلكم خصوصاً اني محضرتش فرحكم……”
تذكرت فسالته بهدوء…..
“صحيح انا مشوفتكش في القاعة…..”
رد ابراهيم نيابة عن صديقه…..
“عمار ملوش في القاعات….. لو فرح اسلامي كان حضر……”
سالته سمر باستفهام “ازاي اسلامي……ويفرق اي
عن الافراح العادية…… ”
بسط عمار الامر بهدوء…….
“قاعه منفصلة……..اناشيد اسلاميه…. كل واحد بيفرح وبيبارك للعرسان بطرقته بدون الاختلاط وتجاوزات…. يعني مش لازم لما نفرح نغضب ربنا ببعض التجاوزات والحاجات اللي بتحصل في الافراح العادية……. ”
قال ابراهيم بمرح خبيث وهو يربت على كتف
صديقه……
“بارك الله فيك ياشيخ…….اوعدك الجوازه الجايه اعملها
فرح اسلامي…….وعزمك…. هتيجي طبعاً… ”
كبح عمار ضحكته…..بينما قالت سمر وهي تجز
على اسنانها…..
“والله يابراهيم……على كده لازم تعزمني انا
كمان…..”
اوما لها ابراهيم ولم يتمالك نفسه
فضحك قائلاً بمكر……
“اول واحده طبعاً……… دا انتي الاساس……”
همس عمار اليه بمرح طفيف……
“سلم على الشهدا اللي معاك يابن راضي…..وزيادة
حرص يأخي اخفي السكاكين قبل ما تنام……واي كياس عندكم……..بالامانه هتتباع بالكيلو بكرة الصبح…….. ”
قالت سمر بغيظ… “سمعاك ياشيخ….”
كبح عمار ضحكته وهو ينظر للارض بحياء
ذكوري…..
قالت سمر بخفوت….
“عشر دقايق والاكل يكون جاهز على السفرة…” ثم بعدما مرت جوار ابراهيم قالت بهمساً من بين
شفتيها شبه المطبقتين…
“عايزاك ياحبيبي……”
كبح عمار ضحكته بصعوبة…. فضربه ابراهيم في صدره بعد ان اختفت سمر وقال بغيظ منه…
“بطل ضحك……. احنا جامدين اوي…..”
قال عمار بهدوء…….
“طب كلم الاخت سمر……”
رد بشجاعه مفرطة……
“هكلمها……. يعني هخاف……” ثم القى على
عمار نظرة هاكمة وقال بتأنيب…….
“كان لازم يعني تقول فرح اسلامي……. اديني لبخت…..”
غمز عمار اليه وهو يقول
بمرح……
“هو احنا مش كنا جامدين وولا إيه….”
قال ابراهيم وهو يضحك……
“امال حديد ياشيخ……..”
حك عمار في انفه وهو يعود جالساً على الاريكة مجدداً……وقال بمزاح…..
“ربنا معاك………. وتطلع منها بأقلّ الخسائر…..”
ضحك ابراهيم وهو يتجه لزوجته بالمطبخ…..
حينما دخل المطبخ ووقف امامها وجدها تباغته بضربه في بطنه…. فضحك وهو يكبل ذراعها بقوة ويلوي اياه خلف ظهرها…. تاوهت بصوتٍ مكتوم وهي تقول بغيظ…..
” بتضحك اضحك….. معداش على جوزنا اسبوع يابن راضي….. وبتفكر تجوز……عايز تعمل فرح اسلامي….. سيب دراعي…… ”
قال بخشونة رغم نبرته المفعمة بسعادة غريبة
لرؤية غيرتها عليه….من مجرد حديث……
“لو مش عيزاه يكسر….. ايدك جمبك بعد كده…اتكلمي بلسانك…… مش بايدك…..انا سامع مش اخرس.. ”
همست بنبرة محتقنة بالغيرة…..
“عايز تجوز يابراهيم…..”
ترك ذراعها وادارها لعنده لتكن بمواجهة ملامحه الحادة رغم لين عيناه نحوها….تفقد وجهها الاحمر
وعيناها البراقة بشراسة متوهجة……
“يابت بنكشك…….يخربيت الهبل….. من امتى الشبح دمعته قريبه كده وبيقلب من أقل كلمة….”
قالت بعتاب وهي تبعد عيناها عنه….
“اللي شوفته منك مش شويه……اياك تجيب سيرة الجواز دي تاني حتى لو هزار…..”
ادار وجهها اليه وهو يقول باعتذار…..وكانه
يدلل طفله……
“ماشي ياسمر حقك عليا…..اللي انتي عيزاه….
ممكن تحطي الاكل بقا خليني أأكل الشيخ عمار وخلعه عشان اصلحك على روقان…….”
قالت بنبرة هادئه….بعد ان خفت ثورة الغيرة داخلها …
“متكلش معاه اوي…. نص بطن كده…..عشان تاكل معايا…انا مش هاكل لوحدي… هستناك….. ”
قرص وجنتها برفق قائلا بمناغشة…..
“حاضر…….. اي اوامر تانيه ياجميل……”
تاتأت بشفتيها وهي تبتسم ثم اقتربت منه
وطبعت قبله على شفتيه…
“لا ياحبيبي……….”
بينما مالى هو عليها وهمس بالقرب من شفتيها بمشاعر جياشة……..
“بعشقك ياسمر………”التقط شفتيها في قبلة سريعة
ثم تركها بعد ثانيتين وخرج من المطبخ……
اخرجت تنهيدة حارة وسندت على الرخامة بكف يدها تطالب منها الدعم وهي تنظر للفراغ بعد خروجه……مزالت تستوعب جمال شفتيه حينما
يقبلها كما تريد….والغريب انه يعرف ماذا تريد
دون ان تتفوه بحرفٍ وآحد…….. وكانه يعرف متطلبات جسدها اكثر من معرفتها هي به ؟!…
العلاقة تخطت مرحلة الحب وكل يوم تكتشف انها اعمق واقوى مما ظنت ؟!……
………………………………………………………….
ثورة داخليه لا يعرف متى ستنتهي…. شعور بالغضب
وعدم القدرة على الصبر… والاصعب عدم القدرة على المتابعة !!…….
وكانه استأصل قطعة من قلبه…. لا تعوض؟!…..
زفر بتعب ثم سحب رابطة العنق بقوة فهو يشعر بالاختناق…… وكان حوائط المكتب تطبق على
صدره……
أصبح شخصاً فظ مع الجميع……. واصبح معظم المواظفين يحاولوا تجنب غضبه…. لم يكن هكذا
يوماً لطالما كان يتمتع برزانة وطولت البال الاقرب
للبرود……. ذأب الجليد وبق قطعة من الجمر الملتهبه
تحرق كل من يحاول الاقترب منها…….
فتح اول زر من القميص بعدما تخلى عن سترته كالعادة وعلقها على ظهر المكتب…….
فتح علبة السجائر وبدأ باشعالها بشراهة فبات
احراق اعصابه معها شيءٍ روتيني لا يزيد الامر بداخله إلا سوءاً…….
سند يده على سطح المكتب ثم شعر بشيءٍ تعلق بيده رفع كف يده ليجد بعضٍ من الغبار متعلق
بكفه……..
زم شفتيه بقرف وهو يرفع هاتفه محدث السكرتيرة ان تاتي اليه على عجل……
دخلت (رشا)وهي تدعي ربها ان لا يتسبب في احراجها وصراخ عليها ككل يوم….فهي باتت لا
تقدر على التحمل نوبات غضب مديرها
المجنون………
وقفت امامه بمنتهى الاحترام قائلة….
“اومرك ياعز بيه…….”
رفع يده المحملة بالغبار وقال بتهكم…..اقرب للعنف…..
“المكتب ده متنضفش الصبح لي يارشا….المكتب
كله تراب……هو مفيش حد في شركة دي شايف
شغله ليه…… ”
فغرت فمها وهي ترمش بعينيها عدت مرات محاولة ان تستوعب ثورته الغريب على حبة غبار ممكن ان يكونوا دخله مع الهواء بسبب النافذة التي يفتحها دوماً…. عوضٍ عن المكيف !……..
عضت على باطن شفتيها وهي تنتقي كلمات هادئه لا تثير غضبه……
“هو عامل النضافة دخل نضفة زي كل يوم يافندم و
وانا كنت وقفه معاه…..زي برضو كل يوم…….”
لوى شفتيه وارجع ظهره للخلف قائلاً بحنق….
“ولي في تراب ياستاذة…ومش نضيف زي كل يوم………”
حاولت رشا ان تتقي شره وتبتعد عن جدالات كثيرة لن تجني إلا فقدانها الوظيفة لا محال……..
“غلطه ومش هتكرر تاني…..لو تحب حضرتك تنزل تقعد في الكفتريا تحت لحد ما طلع العامل ينضف مكتب حضرتك تاني……….”
لم يرد عليها بل اشارة بيده بتعالي وحنق ان تبتعد
زمت شفتيها وهي مزالت واقفه مكانها بحيرة فهي لا تعرف معنى تلك الحركة ، هل تنصرف لمكتبها ام تاتي بالعامل للتنظيف……..
حينما رفع عز الدين عيناه ووجدها واقفه مكانها قال بنبرة قوية وكانها تلميذة بليدة تقف بمكتب مدير مدرستها ويتم تأديبها على خطأ ما ؟!…..
“انتي لسه وقفه مكانك…. على مكتبك ياستاذه رشا وياريت ناخد بالنا من شغلنا اكتر من كده……”ثم زدادت قتامة عيناه العسلية مضيف بتهديد
سادي…..
” دا اخر تحذير ليكي المرة الجاي هنقلك في حته تانيه….”
مطت رشا شفتيها واوشكت على البكاء من تلك المعاملة الفظة ولم تفعل شيءٍ إلا ايماءة بسيطه
وخرجت كي تبكي في مكتبها…… وتدعي عليه
فهو بات مدير ظالم فظ…. وبارد…. وقاسي… ولا
يقدر ظروف أحد……….سيطردها لأجل حبة غبار
لمسه مكتبه الفخم…….. ظالم………
زفر بغيظ بعد ان اغلقت الباب خلفها…….. ماذا به
يالله ماذا يحدث معه….. هل تحول للنقيض بسببها
فتح احد الإدراج بشتات لتقع عيناه على برواز يحتوي على صورتها الجميلة الضاحكة بملامح تنبض بالحياة… وعينيها رغم حزنهم إلا انهم حينما تغمرهم الضحكة يكونا جميلتين ساحرتين شفافتين التعابير……. يغرم بهم بدفئهم بحلاوة روحهم حتى وان كانت هشة كشخصية صاحبتهم…….
مرر اصابعه على ملامحها وقلبه يخاطبها بوجع….
كيف ابتعدتِ ياحنين…… بداخلي شخصاً همجي يريدك ولو رغماً عن انفك اللعين….. هل تمثلي الكبرياء في حبك لي…… لم يكن بيننا يوماً
هذا الكبرياء اللعين… أراه يدمرنا…..هو يدمر كل علاقات الحب حبيبتي…..
لماذا تقسي عليا ياحنين…. ظننتك ستعودي بعد يوم او يومين… تعتذري وتلقي نفسك باحضاني… هل راقكِ الفراق حبيبتي……
لماذا لا أرتاح في بعدك ياحنين…. مقيد انا في هذا العشق ولا أجد للقيد نهاية……
حنين أشتاق اليكِ…. مرا أسبوع ولم ارى طيفك
ولم اسمع صوتك……بات مذاق الاكل مُر لا أجد له
طعم بعد طعامك حبيبتي….. فراشنا بارد ياحنين
بت لا اطيق النوم به دون احضانك……
يحرقني الحرمان في بعدك…. جسدي يريدك بقوة وقلبي يريد بيته امانه……. روحي تريد الإستكانه بين
ذراعيكِ…….
ان احارب ياحنين على امل ان اجدكِ اتيه لعندي تعتذري عن غباءك وقلة ثقتك بي وبنفسك… اريد
وعد صريح انكِ ستكوني قادرة على الحفاظ على
زواجنا معاً……. انتي لا تحاولي فعل شيءٍ غير البعد والهروب……. والضعف….. وضعف رغم انه شفرة
التعلق بكِ منذ البداية وبانكِ دوماً بحاجة
لمساعده ووصلني شعورك الهش فبقيت جوارك وشعرت بنفسي انجذب لكل شيءٍ حولك حتى
بتِ خطر لا أحاول نزعه بل انغرس به اكثر
واكثر وعن طيب خاطر مني…….
اشعر انني اتراجع كل يوم عن الصمود امام هذا البعد
تعلمين…. كنت اود في تلك الليلة ان اخطفك مرة اخرى واخيرة واجعلكِ في غرفتي لا ترين النور إلا من شرفة الغرفة……. مشاعري سادية انا اعلم…
واعلم جيداً حينما يتعلق الأمر بكِ يكن كل شيءٍ خارج عن السيطرة…..
لكن ماذا فعلتِ انتِ…. ابتعدتِ دون حتى اي
عتاب او حتى دون ان تبدي رفض بخصوص
قرار الطلاق…. بل ابتسمتِ يومها بتهكم ورحلتِ كما
دوماً تفعلين…الرحيل لا مواجهة ولا تمسك….
ولا اي شيء…….
وكاني انا المذنب…. لا انتِ……..
عيناكِ يومها كانت صريحة شفافة التعابير… كانت تصرخ بي بل ترجوني ان لا ابتعد عنكِ… لكن انا قسوة و أرادت ان اسمعها باذاني… على لسانك
انتِ لكنكِ منعتي هذا الرجاء بابتسامة باردة و رحلتِ…
وتظني انكِ قادرة على محو شفافية تعبيرك عني
وقعت بحبك لأجل تلك الملامح المعبرة الشفافة…
تلك الملامح الانثوية رغم حزنها الملحوظ الا انها لا تخدع…. ولا تكذب ولا تخون…… ومشاعركِ ككتاب مفتوح يراها كل من يود التمعن بها…… كتاب لا ينتهي وتظل صفحاتها نهر من اللهفة لقارئ لا يرتوي مهم جرت عيناه على الكلمات…. ولا نهاية لهذا الكتاب كما لا نهاية لهذا الحب ياحنين…..
وضع الصورة مجدداً في الدرج….وعاد للملفات بتشتت محاول الهروب من تلك المشاعر…فالحرمان شعور عاجز يصيب المرء في مقتله……….
…………………………………………………………….
اخرجت تنهيدة متعبة وهي تاخذ الاقراص كما
اخبرها الطبيب…….
بلعت بعدها نصف كوب من الماء وهي تشعر بان القرص متعلق بحلقها…….
سعلت مجدداً ثم ارتشفت من الماء وهي تنظر لامها
بضيق والتي كانت تصيح بغضب….
“غلطانه ياحنين……والغلط ركبك من ساسك لراسك…….وظلمتي جوزك وتسرعتي بالحكم
عليه……. ”
صاحت حنين بغيظ من امها…….
“ظلمته؟!….اي واحده مكاني كانت هتفكر نفس تفكيري…..بقولك مرضاش ياخدني الحفله وبعدها جتلي رسالة من الزفته دي وفيها صورته وهي مسكه في دراعه ولبسه فستان ابيض…فستان فرح ياما هو انا عاميه يانااااس……….روحت وقولت اتاكد بنفسي ومكنتش مصدقاها….بس شوفتهم…… شوفته وهو بيرقص معها…..كانت لبسه فستان فرح وبترقص معاه
ولكل بيصقف وفرحان بيهم…كل ده ومتجوزهاش….
انتوا عايزين تجننوني…….اعرف منين ان كل ده كدب اعرف منين يعني….. ”
تجاهلت امها سؤالها وهي تقول…..
“واحده عاقلة وخايفة على بيتها وجوزها…كانت روحت واستنت جوزها في البيت وفهمت منه……
والكدب ملوش رجلين كان مصيرة قايلك على كل حاجة……وعلى حسب ماهيقول كنتي هتصرفي…
لكن كل اللي انتي عملتيه خدتي في وشك وجتيلي
هنا وقفلتي على نفسك اوضتك…وهربتي…وانتي عارفه ان اللي بيعمل عمله والجبان هو اللي بيهرب من المواجهة لكن انتي هربتي ليه وانتي معاكي كل الحق ياحنين…….. ”
اسبلت حنين عينيها بحرج ولم تجد كلام تدافع به عن نفسها هروبها…وعدم ثقتها به وبنفسها….هي تعلم انها أخطأت لكن أيضاً هو اخطأ حينما رقص مع ميرال في تواجدها في حفلة زفاف اخته ….اهانها
على الملأ بوجوده جوار اخرى غيرها…هذا شيءٍ مهين لم يعجبها قط…. مما جعل الاعتذار يتبخر على لسانها…….شيءٍ جعلها تبتعد عنه….بقلب منفطر
وجعاً وجسد يرتجف ضعفاً……..
فعلى من تكذب لم تكن يوماً جزءاً من حياته هي……هي الزوجة السرية…..رغم جوازهم الشرعي والمعلن للجميع….هي المرأة التي يخجل من الوقوف جوارها امام الجميع…. رغم حبه لها……هي المختلفة عنه…..رغم التكيف الغريب بينهما ……
رفعت عينيها لامها فقالت والدتها بحزن عليها وخففت نبرتها الحادة وهي تنظر لبطن ابنتها
ثم لعينيها…….
“متبوظيش حياتك يابنتي…. مفيش اسهل من
خراب البيوت…….حرام عليكي تحرميه منك ومن
ابنه………. اللي في بطنك ميستهلش عنادك وعناد ابوه……..”
وضعت يدها على بطنها وتحسست اياها بقلق ثم قالت بحماقة…….
“لو عرف اني حامل احتمال كبير ياخده مني…. دا مش بعيد يحاول يرجعني ليه وبعد ماولد ياخده ويرميني في شارع…….”
مطت والدتها شفتيها وقالت بعقلانية معاتبه
اياها…….
“بذمتك دا كلام واحده عاقله….. دا انا ياللي ما عاشتش معاه…. مصدقش انه يطلع منه كده… انتي تقولي عليه كده….. هو كان وحش معاكي اوي
كده ياحنين……..”نظرت الى ابنتها بقلق لعلها تجد سبب منطقي لما توقعته ابنتها للتو……..
حينما سالتها والدتها نظرت للأرض بضياع ثم
قالت بصعوبة…..
“عمره ماكان وحش معايا…. بس انا مضمنش انه هيرضى يسيب ابنه يتربى معايا هنا….. أكيد هيبقا عايزه يعيش في بيته في خيره…. دا ابن الوحيد…”
اومات ماجدة وهي تقول بهدوء….
“اي اب هيعمل كده…… مش هيقبل ان ابنه يتربى بعيد عنه…… عشان كده دايما بيكون العيل وصلت صلح بين ابوه وامه……..”
قفزت حنين فجأه بقوة وهي تصيح بحرقة….
“هيرجعلي عشان خاطر ابنه…. ودي تبقا عيشه.. تقبليها عليا ياما….. يضطر يعيش معايا عشان
ابنه…”
بدات انفاسها تعلو بعنف وهي تقول من
بينها….
“انا مش هعرفه اني حامل…. لو حكمت اخد بعضي وغور في اي داهيه بعيد عنه……”
قالت والدتها بهدوء وهي تحاول اقناعها
بلطف…
“دا حقه ياحنين…… حقه ان يعرف انك حامل في ابنه…… اسمعي كلامي يابنتي وكفايه منهده… وسبيني انا اقوله وعرفه اللي فيها……وهدي
الدنيا بينكم….. ”
هزت راسها وازدادت انفاسها تحشرجاً وهي تشعر بالاختناق لمجرد فكرة انه سيضطر للعيش معها
لاجل ابنه…….صاحت برفض…..
“لا ياما….. لا… والله لو قولتيله حاجة لاخد بعضي وامشي….. والله همشي وما هتعرفولي طريق…..”……

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى